مدونة كريستين: انضمام المزيد من النشطاء في مضمار السياسة من أجل إنقاذ الكوكب

لقد كنت قد كتبت في مدونتي السابقة "يا من تجعلون العالم مكاناً افضل، اتحدوا!" وهذا بالضبط ما رأيته الأسبوع الماضي في بروكسل خلال المؤتمر الدولي لمؤسسة السياسات المعنية بالحيوان، وهي المؤسسة الدولية التابعة لحزبنا من اجل الحيوانات. حيث اجتمع النشطاء والسياسيون البيئيون ودعاة حماية الكوكب والحيوان من 25 دولة لحضور ورش العمل ولتبادل الأفكار، بهدف وضع حد لتدمير الطبيعة والحيوانات والبيئة التي نعيش فيها في أقرب وقت ممكن. وقد كان ما قاموا به رمزي للغاية، حيث كان في اليوم العالمي لحقوق الحيوان والإنسان. إنه بالفعل لأمر ملهم ومفعم بالأمل!

كريستين تونيسن ، دونالد بولس (مدير منظمة ميليو ديفينسي) وأريانه جيرانيزا (الناشطة البيئية البلجيكية) خلال المؤتمر الدولي لمؤسسة السياسات المعنية بالحيوان.

هؤلاء هم الأشخاص الذين نحتاجهم بشدة في عالم السياسة. إذ يتظاهر العديد من السياسيين التقليديين بأنهم يتخذون الإجراءات اللازمة ، إلا أنهم يواصلون تفضيل المال والتجارة كالمعتاد، ولكن بطريقة مختلفة قليلاً في الغالب. ففي قمة المناخ الأخيرة التي عقدت في مصر، على سبيل المثال ، تم الحديث عن بعض الأمور الرائعة، إلا أنه لم يتم التوصل لأي اتفاقيات جديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الخطيرة. في حين أن الاتفاقيات السابقة لم يتم الاالتزام بها.حيث أن معظم السياسيين ليس لديهم الشجاعة الكافية لفعل ما يلزم للحفاظ على كوكبنا صالحًا للعيش.

ولهذا السبب نحن بحاجة إلى المزيد من النشطاء في عالم السياسة. أي أولئك الأشخاص الذين لا يعملون من أجل المصالح الاقتصادية قصيرة المدى لهؤلاء في الجزء الشمالي من العالم ، بل يعملون من أجل سياسات جديدة على مستوى الكوكب تضع في منظورها التعاطف والنهج الصحي في التعامل مع بيئتنا. أي أولئك الذين يظهرون كيف يمكن تحقيق التغيير الإيجابي من خلال التمسك بالمثل العليا، ومن خلال القيام بما هو ضروري أيضا ، بدلاً من ما هو "مقبول" على المستوى السياسي. ومن أجل تغيير حركة الزمن ، يتوجب علينا أن نختار أسلوبا مختلفا بشكل جذري في التفكير والتصرف: في انسجام مع الطبيعة ، بدلاً من العمل ضد الطبيعة. وهو ما تعرفه الشعوب الأصلية في أجزاء مختلفة من العالم منذ زمن طويل.

وإن"حركة السياسات المعنية بالحيوان" العالمية خاصتنا تعمل على نقل هذه الرسالة إلى الساحة السياسية. فمهمتنا هي إيقاظ السياسيين الآخرين ودفعهم لاتخاذ إجراءات حقيقية لحماية حقوق الحيوانات والإنسان وكوكبنا على حد سواء. وكنا قد احتفلنا في بروكسل أيضًا بالذكرى العاشرة لإنشاء هذه الحركة الجميلة ، من خلال فيديو قصير يمكنكم مشاهدته على الرابط أدناه.

يجب عليك قبول ملفات تعريف الارتباط قبل التمكن من مشاهدة هذا الفيديو

عشر سنوات على انشاء مؤسسة السياسات المعنية بالحيوان.

محاربة أزمات الطبيعة والمناخ في الآن ذاته
تم انعقاد مؤتمر المناخ الشهر الماضي في مصر. وفي هذا الشهر ، يعقد المؤتمر الخامس عشر للتنوع البيولوجي (COP15) في كندا أيضًا: وهي قمة للأمم المتحدة ، بهدف مكافحة أزمة التنوع البيولوجي التي نواجهها. حيث أن الطبيعة والتنوع البيولوجي ترزحان تحت ضغط كبير. ومعدل انقراض الحيوانات والنباتات بهذ الشكل لم يسبق حدوثه منذ عشرة ملايين سنة. إنها أرقام صادمة بالفعل ، لكنها لا تحظى باهتمام حقيقي. ويقول العلماء أنه لا يمكننا الفصل بين أزمات المناخ والتنوع البيولوجي. فتغير المناخ له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي ، وتدهور التنوع البيولوجي يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ. فتوافر المزيد من المساحات الخضراء يحمينا من الطقس القاسي ويمنح مزيدا من الأمان. لذلك يجب أن نجد حلولاً تساهم في مكافحة الأزمتين.

وبينما أقوم بكتابة هذه السطور، فإن قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي تجري على قدم وساق، ولذلك فنحن لا نعلم النتائج المتمخضة عنها بعد. لكن هذه النتائج سيكون لها أهمية كبيرة. فإذا تم إبرام اتفاقيات حقيقية لحماية الطبيعة ووضع حد لتدمير الطبيعة ، فلم يفت الأوان بعد لعكس اتجاه التدهور الحاصل.

ويعتبر أحد أهم أسباب تدمير الطبيعة هو الأسلوب التي أنشأنا به نظامنا الغذائي: حيث تُستخدم معظم الأراضي الخصبة لتربية المواشي (بما في ذلك زراعة العلف الحيواني) ، في حين أنه يمكن للأغذية النباتية مثل البقول والخضروات إطعام المزيد من الناس باستخدام مساحة أقل بكثير. ومن خلال التحول إلى الأطعمة النباتية بشكل أكبر، يمكننا إعادة الكثير من الأراضي إلى الطبيعة. وهذا ما كان قد خلص إليه علماء من أكسفورد، من بين آخرين، في هذا الصدد. كما تشير منظمات مثل الصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) إلى أن حوالي 60٪ من فقدان التنوع البيولوجي يرجع إلى تربية الماشية.

وفي حال قرر السياسيون مساعدة رواد الأعمال والمواطنين في الانتقال من البروتينات الحيوانية إلى البروتينات النباتية ، فإننا لن نكون بذلك قد وضعنا حدًا لمعاناة الحيوانات فحسب ، بل قللنا بشكل كبير من انبعاثات الميثان وثاني أكسيد الكربون واستخدام المياه في الزراعة. بالإضافة إلى ذلك ، يمكننا وقف عمليات التصحر في أماكن مهمة مثل الأمازون وسيرادو ، حيث تختفي قطعة من الطبيعة بحجم ثلاثة ملاعب كرة قدم كل دقيقة بسبب زيادة إنتاج الأعلاف الحيوانية. إذا ركزنا على تبني الزراعة العضوية ، يمكننا حل العديد من المشاكل البيئية في آن واحد. حيث أن المستقبل المعتمد على النبات والزراعة العضوية هو مستقبل يزخر بمياه نظيفة وهواء نقي وصحة أفضل للإنسان والحيوان وحياة أكثر توازناً مع الطبيعة.

أما من الناحية الشخصية، سيكون عام 2023 هو العام الذي أعود فيه لمكاني كعضو "عادية" في البرلمان مرة أخرى وستحل إستر أويهاند مكانها كقائدة للحزب. كما سأقوم في عام 2023 ، بتوفير منصة للعلماء والنشطاء داخل البرلمان وخارجه. إني أتطلع إلى ذلك حقاً. وستعتبر العشرينيات من القرن الحادي والعشرين العقد الزمني الذي سيحدد مستقبل الكوكب. فإذا استمر جميع نشطاء المناخ ومحبي الطبيعة ونشطاء حقوق الحيوان ودعاة حماية البيئة وكل من يلتزم بمستقبل صحي للإنسان والحيوان، في الكفاح بطريقة إيجابية، يمكننا جميعًا إحداث الفرق المرجو. أنا مقتنعة حقًا بذلك.

يتطلب الكفاح لحماية الطبيعة، ومن أجل مستقبل قائم على النباتات، ومن أجل جعل الاقتصاد ضمن القدرة الاستيعابية للأرض، شجاعة سياسية وعملًا بالدرجة الأولى. وبالتالي ، المزيد من النشطاء في عالم السياسة. سارعوا للانضمام إلينا!

أتمنى لكم جميعًا أسابيع مليئة بالحب والصحة وعام 2023 سعيد. نراكم في يناير.

كريستين تونيسن
الزعيمة بالنيابة للحزب الهولندي من أجل الحيوانات