صعود متزايد لأحزاب حقوق الحيوان في الانتخابات في فرنسا وأستراليا والمملكة المتحدة وإيطاليا


٢٩ يونيو ٢٠٢٢

أظهرت الانتخابات الأخيرة في أوروبا وأستراليا الصعود المطرد للأحزاب السياسية المعنية بحقوق الحيوان والطبيعة والبيئة. إذ حقق الناخبون في فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وأستراليا انتصارات انتخابية لكل من حزب حقوق الحيوان الفرنسي بارتي أنيماليست، وحزب رعاية الحيوان، وحزب بارتيتو أنيماليستا الإيطالي، وحزب عدالة الحيوان بأستراليا. وهو ما يعتبر علامة واضحة على أن الحركة السياسية الدولية المعنية بقضايا الحيوان تكتسب أرضية في المشهد السياسي حول العالم. وفي الوقت نفسه ، يتضح أن تأثيرها يتجاوز مجرد الأرقام ، حيث تقوم الأحزاب الأخرى بتعديل برنامجها السياسي أو مثلا- في حالة أستراليا - تلتزم علنًا باتخاذ إجراءات مهمة لتحسين رفاهية الحيوانات وحماية الحياة البرية والطبيعة.

“وكان الحزب الفرنسي لحقوق الحيوان قد علق بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت هذا الشهر قائلاً: "بفضل ناخبيه البالغ عددهم 255.086 ناخبًا ، يؤكد حزب بارتي أنيماليست دوره الواضح في السياسة الوطنية". وعلى الرغم من أن الانتخابات تدور إلى حد كبير حول الحزبين المتنافسين الرئيسيين ، إلا أن حزب بارتي أنيماليست تمكن من زيادة عدد الأصوات بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بانتخابات عام 2017. ولم تكن هذه هي النتيجة الإيجابية الوحيدة التي حققتها حملة الحزب لوضع رفاهية الحيوان على جدول الأعمال السياسي. فبحسب ما صرحت به هيلين ثوي ، الرئيسة المشاركة لحزب بارتي أنيماليست:"إن أنشطتنا تؤتي ثمارها. حيث أن عدد من الأحزاب قاموا بتعديل برامجهم السياسية لجعلها أكثر صداقة للحيوانات". .

وفي تلك الأثناء أيضاً، في كل من المملكة المتحدة وإيطاليا ، شارك حزبا الحيوانات في الانتخابات البلدية، وذلك لأول مرة في العديد من البلديات. محققين نتائج ايجابية. وبالرغم من محدودية ميزانيات الحملات والتسليط الإعلامي عليها ، تمكن كل من حزب رعاية الحيوان في المملكة المتحدة و حزب بارتيتو أنيماليستا إيتاليانو من الفوز بأعداد كبيرة من الأصوات. حتى أن أحد المرشحين في المملكة المتحدة حصل على 3٪ من الأصوات ، متفوقًا بذلك على المرشحين الديمقراطيين الليبراليين الأقوى تمثيلاً على المستوى الوطني ضمن بلديته. "فهذه ليست النهاية ، إنها البداية فقط!"

أكثر من مجرد أصوات انتخابية! بل مكاسب حقيقية للحيوانات والطبيعة في أستراليا

وخلال مشاركته في الانتخابات الفيدرالية الأسترالية الشهر الماضي مع مرشحين في جميع الولايات الفيدرالية بالإضافة إلى مقاعد مجلس النواب، اجتذب حزب عدالة الحيوان أصواتًا أكثر مما كان حصده قبل ثلاث سنوات. ويحظى الناخبين في أستراليا بفرصة ترتيب عدة أحزاب في ورقة الاقتراع وفقًا لتفضيلاتهم. وقد اختار حوالي 190.000 ناخب حزب عدالة الحيوان كخيارهم الأول ، وصنف ملايين آخرون الحزب في مرتبة عالية ضمن خياراتهم المفضلة الأخرى. "لقد أرسل هؤلاء الأشخاص رسالة واضحة إلى السياسيين مفادها أن انهاء القسوة المتفشية والمؤسسية والمدعومة من الحكومة في كثير من الأحيان ضد الحيوانات تأتي في مقدمة الأولويات بالنسبة لهم" ، وفقًا لـ حزب عدالة الحيوان.

وما هو أكثرمن ذلك: في فترة التحضير التي سبقت الانتخابات ، حقق حزب عدالة الحيوان عددًا من المكاسب الملموسة والمؤثرة للحيوانات والطبيعة باستخدام نفوذه السياسي ، حيث قام بدفع حزب العمال الأسترالي - الذي ظهر بعد الانتخابات باعتباره الحزب الحاكم الجديد- للالتزام بإصلاحات مهمة تتعلق برعاية الحيوان والحياة البرية والطبيعة. وفي طلبه مساعدة حزب عدالة الحيوان في الحصول على أصوات تفضيل في المرتبة الثانية من ناخبيه ، وبالتالي ضمان مقاعد كافية لتشكيل حكومة أغلبية ، أعلن حزب العمال للعموم: التخلص التدريجي من صادرات الأغنام الحية (حوالي 80٪ من تلك الحيوانات يتم تصديرها من أستراليا) ؛ وإعادة إنشاء وحماية 30٪ من أراضي أستراليا البرية والبحرية بحلول عام 2030 ؛ وتعيين مفتش عام مستقل لرعاية الحيوان لتقديم تقارير إلى البرلمان حول الصادرات الحية وحالات خرق معايير الرفق بالحيوان.

"باتت الحيوانات الآن تتمتع بأقوى تمثيل في البرلمان الفيدرالي في التاريخ الأسترالي. وسوف نضمن أن تصبح هذه الالتزامات الانتخابية سياسات حكومية في أقرب وقت ممكن " حسب تعليق صادرعن حزب عدالة الحيوان، متابعا:" إنها المرة الأولى التي نجد أنفسنا في مثل هذا الموقع على المستوى الفيدرالي، حيث ستصبح أولويات الحزب قانوناً! وخلال السنوات القليلة المقبلة سنقوم بحملات، ومراجعة للتشريعات، كما سنعمل مع الحكومة لتنفيذ هذه المبادرات، فضلا عن تحقيق المزيد من الاختراقات ".